ضمن سلسلة دليل العمل القضائي، صدر حديثا عن منشورات مجلة القضاء المدني كتاب ”الخبرة القضائية في ضوء العمل القضائي لمحكمة النقض″، وفيما يلي نبذة عن الكتاب:
تحظى القرارات الصادرة عن محكمة النقض بمكانة مميزة لدى الفقه والممارسين وعموم الباحثين مقارنة بغيرها من الأحكام الصادرة عن باقي محاكم المملكة، وهذه المكانة نابعة من تربع محكمة النقض على هرمية التنظيم القضائي المغربي، وما يخوله لها المشرع- بحكم مركزها هذا- من سلطة مراقبة مدى مطابقة الأحكام الصادرة عن المحاكم الأدنى درجة للقانون، وبما تقوم به أيضا من دور محوري في توحيد الاجتهاد القضائي المغربي.
ومن هنا، يستمد تتبع العمل القضائي لمحكمة النقض أهميته الخاصة، وذلك بفضل ما يتيحه من الكشف عن تطور مواقف هذه المحكمة بشأن التصدي للإشكالات التي يطرحها الواقع العملي ومدى تماهيها مع توجهات محاكم الموضوع، بل وأيضا بما يتيحه من الوقوف على التباين والاختلاف الذي قد يحصل بشأنها على مستوى محكمة النقض نفسها، سواء فيما بين غرفها أو فيما بين أقسام الغرفة الواحدة.
وفي هذا السياق، يأتي هذا الكتاب، والذي يرصد – من خلال ما يزيد عن 120 قرار قضائي حديث– تطور مواقف محكمة النقض خلال الفترة الممتدة ما بين 2008 و2023، بشأن مجموعة من الإشكالات الخاصة بالخبرة القضائية في المادة المدنية، مثل دعوى إجراء خبرة كطلب أصلي، وحجية تقرير الخبرة الودية المنجز في غيبة المدعى عليه، وشروط المنازعة في صحة المعلومات المضمنة بتقرير الخبرة خلاف الواقع، وتعذر استدعاء الأطراف لحضور خبرة تكميلية، وتناقض نتيجة الخبرة مع نتيجة المعاينة، وحجية الخبرة المنجزة لتقويم العقارات دون الولوج إليها، وعدم خضوع المنازعة في اختصاص الخبير المعين في المنازعات الضريبية لمسطرة التجريح، واستدعاء الأطراف لحضور الخبرة باستعمال الفاكس، وتعذر انتقال الخبير لعين المكان بسبب عدم حصوله على الترخيص من السلطات المختصة لولوج محل النزاع، وإغفال استدعاء دفاع الأطراف لحضور إجراءات الخبرة، وتوصل المحامي نيابة عن موكله بالاستدعاء لحضور الخبرة، واستعانة الخبير بغيره دون ترخيص من المحكمة، وإجراء الخبير لبحث مع الجوار، وإشكالية أداء اليمين عند إسناد الخبرة لشخص معنوي، وشروط الاستجابة للخبرة المضادة، وصحة تقرير الخبرة المحرر باللغة الفرنسية، ومفهوم الحضورية والتواجهية في ميدان الخبرة، وإسناد الخبرة في المرحلة الاستئنافية لنفس الخبير المعين في المرحلة الابتدائية…