ضمن سلسلة دليل العمل القضائي، صدر حديثا عن منشورات مجلة القضاء المدني كتاب ”الكراء التجاري في ضوء العمل القضائي لمحكمة النقض″، وفيما يلي نبذة عن الكتاب:
تحظى القرارات الصادرة عن محكمة النقض بمكانة مميزة لدى الفقه والممارسين وعموم الباحثين مقارنة بغيرها من الأحكام الصادرة عن باقي محاكم المملكة، وهذه المكانة نابعة من تربع محكمة النقض على هرمية التنظيم القضائي المغربي، وما يخوله لها المشرع- بحكم مركزها هذا- من سلطة مراقبة مدى مطابقة الأحكام الصادرة عن المحاكم الأدنى درجة للقانون، وبما تقوم به أيضا من دور محوري في توحيد الاجتهاد القضائي المغربي.
ومن هنا، يستمد تتبع العمل القضائي لمحكمة النقض أهميته الخاصة، وذلك بفضل ما يتيحه من الكشف عن تطور مواقف هذه المحكمة بشأن التصدي للإشكالات التي يطرحها الواقع العملي ومدى تماهيها مع توجهات محاكم الموضوع، بل وأيضا بما يتيحه من الوقوف على التباين والاختلاف الذي قد يحصل بشأنها على مستوى محكمة النقض نفسها، سواء فيما بين غرفها أو فيما بين هيئات الغرفة الواحدة.
وفي هذا السياق، يأتي هذا الكتاب، والذي يرصد – من خلال ما يزيد عن 100 قرار قضائي – مواقف الغرفة التجارية بمحكمة النقض خلال سنة 2022 و2023، بشأن مجموعة من الإشكالات التي يطرحها تطبيق قواعد القانون رقم 49.16 المتعلق بالكراء التجاري، كارتباط سبب وأجل الإفراغ بالنظام العام وجواز إثارته تلقائيا من طرف المحكمة، وصحة توجيه الإنذار بالإفراغ في اسم المكتري رغم وفاته، واستحقاق الوجيبة الكرائية عند احتفاظ المكتري بالمفاتيح بعد رفض المكري تسلمها، ومآل دعوى الإفراغ بعد تفويت العقار، وسلوك مسطرة فتح محل بعد تعذر تبليغ الحكم بالفسخ والإفراغ، وأثر عدم ذكر الأجل في نص الإنذار على صحته، وتأثير توفر المكري على محلات أخرى فارغة على الإنذار بالإفراغ بسبب الرغبة في الاستعمال الشخصي، ومراجعة التعويض الاحتياطي عند تأخر أشغال الهدم وإعادة البناء، واختلاف مبلغ الوجيبة بين عقد الكراء ووصل الكراء والإنذار، والإيداع المباشر لواجبات الكراء بصندوق المحامين دون العرض الحقيقي على الدائن، وتفويت العقار للغير بعد تنفيذ الحكم القاضي بالإفراغ من أجل الهدم وإعادة البناء، ومدى لزوم مرور سنتين على إبرام عقد الكراء لاكتساب الأصل التجاري، وإخبار المكري بتفويت الأصل التجاري بمناسبة النزاع المطروح أمام القضاء، ومدى اعتبار استمرار المكتري في قبض واجبات الكراء بمثابة موافقة على التغييرات المحدثة من طرف المكتري…













